quelques choses de mes productions.....

جلستُ في الشرفة ، قُبالة الشمس وهي تتوسط السماء في لون برتقالي باقع و كأنها تُعلن الرحيل مُتخفية وراء شبكة من السحب المتآلفة، و تتوعد الأمواج بالعودة إثر سكينة الليل، لتهدهدها مع بزوغ فجر جديد و تحتضن الأرض بما تكنٌه من دفئ و حنان.
جلست مُثقلة مُشتاقة، أيًما اشتياق لأوراقي المبعثرة و هي تحمل اختلاجاتي بإمضاء قلمي ، و أيًما حنين ذاك الذي يجمعني بمحبرتي التي تستسقي حبرها من مأساة أيامي و تجاوزات أحلامي، قد هجرتُك يا صديقي ليس مللا و لا مقتا و لا نسيانا.
بل كُنت أبحث في ساحات الحياة و معاركها عن نفسي لأشاركك تصويرها و إيجادها... لم أجدها ككل مرة، و لكنها تجدك في سطورك و ترتاح لمُجالستك، فهل تحدثت مع الأوراق تسألها عن غيابي؟ أم أنك رضيت براحة مُقلتك فجئت اليوم أقلقك ...
اعذرني ، و لكنني لم أقوى بعدك ، لقد تجمدت الأحاسيس بصدري زمنا و انتظرتْ توهج تمايُلاتك على الصفحات لتذوب إثرها ، و تحملها أنت بدلا عني و تنقلها حروفا على الورق تُخبره أسرار مُعاناتي، مُعاناتي التي لم و لن يفهمها سواك، و لن يقوى على حملها سواك.
لا تسألوني عنها رجاءا، لأنها الخيط الذي يوثقني بقلمي و يشدني إلى أوراقي ، لن تفهموها، لأنها أحاسيس علوية في غنًى عن الذكر الشفوي المعهود، هي من تُعظم إحساسي بالوحدة، و لم أشكو منها يوما برغم آلامها التي تعصر القلب فجأة ، فهذه الوحدة أهون من الإحساس بالغربة و أنت مُحاط بالبشر ، أهون من ذلك الإحساس العميق الذي يأسرك في سجن الحياة و أنت مُحرر من القيود.
هذه أنا : غربة نفسية و آذان تستمع إلى موجات من اللوم ، تعودت على الاستماع إليها بآذان صماء و تقبلها سمعا لا فعلا ، ليس ذلك بالعناد لكنًه تناقض مع اقتناعات خاضت في أعماق نفسي و تمكنت منها فكانت مناعتي مع اشتداد المرض !!
تناغمت روحي مع الوحدة و ألفتها بمشاركة القلم و الأوراق، هذا الصديق المخلص، قريب مني أيما طلبته، صغير...
لكنه كبير في نزع ما أحمل من أثقال ليُخولني إلى المُضي قُدما في درب الحياة ، الحمد لـِ الله الذي رزقني القلم مصحوبا بالـأوراق لأنظر كل صباح إلى السماء بابتسامة رضا و تفاءل ، الحمد لـِ الله الذي يُهون عليً متاعبي بما رزقني ، و بما أكرمني من حب نحوه و ثقة به، الحمد لـِ الله....